حذر رئيس حزب "المستقبل" التركي، أحمد داوود أوغلو، من خطورة تقارب أنقرة مع النظام في سوريا، مهاجماً بالوقت نفسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب نيته تطبيع العلاقات مع بشار الأسد.
وعبر داوود أوغلو خلال برنامج أُقيم في مقرّ حزبه، عن انزعاجه من خطوات التقارب التركية مع نظام بشار الأسد، خاصة بعد قمّتي طهران وسوتشي.
وقال إن "أردوغان يقوم بمنعطف فقط لأن بوتين يريد ذلك"، مؤكداً أن نظام الأسد لا يقوم بأي خطوات كما في العلاقات مع مصر، وكأنهم يتفضّلون على تركيا".
وكشف عن وجود تحوّل في السياسة التركية تجاه الملف السوري، قائلاً: "لقد تحولوا جميعاً ليس جاويش أوغلو فقط بل أردوغان ودولت بهتشالي"، متسائلاً: "هل الأسد لديه الإرادة لصنع السلام مع شعبه؟".
وأضاف داوود أوغلو: "تخيل أننا نقلنا بالقوة آلاف السوريين إلى الحدود، وقلنا لهم سوف تعبر إلى الجانب الآخر في الأراضي التي تسيطر عليها تركيا. لن تفعل شيئاً سوى زيادة عدد السكان هناك".
وأردف: "ستفقد تركيا مصداقيتها مع عشرات الآلاف من السوريين على الحدود.. سيعود اللاجئون السوريون عندما يعلمون أن بشار الأسد لا يزال في منصبه وأنهم سيتعرضون للضغط مرة أخرى في أي لحظة".
وأشار إلى أن "التخلي عن أحياء حلب الشرقية أواخر عام 2016، وفق تفاهمات تركية روسية، شكل منعطفاً مهماً في ازدياد أعداد اللاجئين القادمين من سوريا حينها".
وشدد على أن "الضمانات التي قد تقدمها روسيا ونظام الأسد في سبيل عودة اللاجئين لن تكون موضع ثقة، مما قد يدفع بالنازحين المتواجدين في مناطق إدلب لتشكيل موجة لجوء جديدة باتجاه تركيا".
وتابع: "إذا غادر اللاجئون السوريون اليوم فسيعودون بأعداد كبيرة غداً. نحن نتحدث عن نظام قتل 600 ألف شخص بوحشية، بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيماوية".
ويأتي حديث داود أوغلو، في وقت تتوالى به التصريحات التركية الرسمية، حول إعادة العلاقات مع نظام بشار الأسد في سوريا.
وحسم أردوغان الجدول حول ذلك، بتصريحات أدلى بها يوم الجمعة الماضي، بقوله: "يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي".
وأضاف أن "الحوار السياسي أو الدبلوماسي لا يمكن التخلي عنهما تماماً بين الدول، ويمكن أن تتم مثل هذه الحوارات في أي وقت ويجب أن تتم".
وأردف أردوغان: "هناك مقولة مفادها أنه “يتوجب عدم قطع العلاقة حتى لو كانت بمستوى خيط رفيع، لأنها تلزم يوماً ما"، معتبراً أن تركيا ليس لديها هدف الانتصار على بشار الأسد، وإنما هدفها "مكافحة الإرهاب".
اقرأ أيضاً: اغتيال قيادي بارز بميليشيا "قسد” على يد ملثمين في الحسكة
شاهد إصداراتنا:
